ترددت كثيرا في كتابة هذا المقال, لما فيه من تعريض نفسي للتهم الأخلاقية و الدينية, و لما فيه من اختلاط بمواضيع اخرى, لكني جازما في نفسي ان ما اقصده هو الحق و الخير, و لذا سأكتب.
أول ما الاحظه شخصيا في العريفي هو حماسه الساحر, و عاطفته التي تعطي قوة لما يقوله. كنت ممن أحب كلامه عن سيول جدة المشؤومة, لكن كلامه هنا يؤسفني, فلا أقصد هنا ان اختلف معه لما يقصد من قلة المقالات عن الإضطرابات الأمنية, خاصة و أني شخصيا اتوقع ان هناك رقابة حيال هذه المقالات, لكن ما اود انتقاده هنا هو أسلوبه.
الشيخ محمد العريفي للأسف قام بانتقاد شخصي لعامة الكتاب و الصحفيين و الإعلاميين. ففي البداية يتهمهم بقلة اهتمامهم بالبلد, و كنت سأقبل ذلك, لكن يا ليت الأمر توقف! أتهمهم باتباع شهواتهم, اتهمهم بالخيانة الوطنية! بإستخدامهم للمخدرات!
أنا اسمع كلام الشيخ و انا مذهول. أتمنى ان اكون ساذجا كما سيتهمني البعض, لكني لم أرى ابدا منبرا في السعودية يستخدم لهذا النوع من الطعن و تأجيج الصراع الإجتماعي داخل البلد. تحدثه عما فعل "المطاوعة" في الخفجي و الحفر يحضر الى الوعي ما هو محلوظ من "قتال" ما بين "المتدينين و المثقفين" في العقل الباطني الاجتماعي (و أستخدم هذه الأقواس لأني لا اعتبرها تسميات دقيقة, لأني لا أؤمن باحتكار فئة ما على الدين او الثقافة). أخشى ان ارى يوما من الأيام اثنين يتحادان في الكلام, فقط لكون احدهم "متدين" و الآخر "مثقف", فتصبح كالأحزاب السياسية المعادية.
قرأت مقالة يذكر فيها ان العريفي حاز على لفت نظر لما قاله. لا أعلم مدى صحة هذا الكلام, لكني حاليا اراه اجراء مناسب.و أكرر مرة أخرى, قبل ان يتهمني اي شخص بالإنضمام الى "الحملة المقامة ضد الشيوخ", ان اعتراضي على كلام الشيخ محمد العريفي ليس على آرائه التي تتعلق بالمقالات, ولا على شخصه, بل على تجاوزاته الأخلاقية, التي لا يمكن ايجاد أي مبرر مقنع لها. أتمنى ان يكون هناك حد يوقف هذا النوع من الأفعال, حتى لا تتكرر لا في منبر, ولا في صحيفة, ولا في تلفاز و لا مذياع, من اي شخص مهما كان, ناهيك عن توجهاته الدينية او السياسية. لا من "مطوع", ولا من "مثقف".