الأربعاء، 27 أبريل 2011

هل الطعن مسموح في اطارات معينة؟ جرأة العريفي تجاوزت الحدود





ترددت كثيرا في كتابة هذا المقال, لما فيه من تعريض نفسي للتهم الأخلاقية و الدينية, و لما فيه من اختلاط بمواضيع اخرى, لكني جازما في نفسي ان ما اقصده هو الحق و الخير, و لذا سأكتب.





أول ما الاحظه شخصيا في العريفي هو حماسه الساحر, و عاطفته التي تعطي قوة لما يقوله. كنت ممن أحب كلامه عن سيول جدة المشؤومة, لكن كلامه هنا يؤسفني, فلا أقصد هنا ان اختلف معه لما يقصد من قلة المقالات عن الإضطرابات الأمنية, خاصة و أني شخصيا اتوقع ان هناك رقابة حيال هذه المقالات, لكن ما اود انتقاده هنا هو أسلوبه.

الشيخ محمد العريفي للأسف قام بانتقاد شخصي لعامة الكتاب و الصحفيين و الإعلاميين. ففي البداية يتهمهم بقلة اهتمامهم بالبلد, و كنت سأقبل ذلك, لكن يا ليت الأمر توقف! أتهمهم باتباع شهواتهم, اتهمهم بالخيانة الوطنية! بإستخدامهم للمخدرات!

أنا اسمع كلام الشيخ و انا مذهول. أتمنى ان اكون ساذجا كما سيتهمني البعض, لكني لم أرى ابدا منبرا في السعودية يستخدم لهذا النوع من الطعن و تأجيج الصراع الإجتماعي داخل البلد. تحدثه عما فعل "المطاوعة" في الخفجي و الحفر يحضر الى الوعي ما هو محلوظ من "قتال" ما بين "المتدينين و المثقفين" في العقل الباطني الاجتماعي (و أستخدم هذه الأقواس لأني لا اعتبرها تسميات دقيقة, لأني لا أؤمن باحتكار فئة ما على الدين او الثقافة). أخشى ان ارى يوما من الأيام اثنين يتحادان في الكلام, فقط لكون احدهم "متدين" و الآخر "مثقف", فتصبح كالأحزاب السياسية المعادية.

قرأت مقالة يذكر فيها ان العريفي حاز على لفت نظر لما قاله. لا أعلم مدى صحة هذا الكلام, لكني حاليا اراه اجراء مناسب.و أكرر مرة أخرى, قبل ان يتهمني اي شخص بالإنضمام الى "الحملة المقامة ضد الشيوخ", ان اعتراضي على كلام الشيخ محمد العريفي ليس على آرائه التي تتعلق بالمقالات, ولا على شخصه, بل على تجاوزاته الأخلاقية, التي لا يمكن ايجاد أي مبرر مقنع لها. أتمنى ان يكون هناك حد يوقف هذا النوع من الأفعال, حتى لا تتكرر لا في منبر, ولا في صحيفة, ولا في تلفاز و لا مذياع, من اي شخص مهما كان, ناهيك عن توجهاته الدينية او السياسية. لا من "مطوع", ولا من "مثقف".

الثلاثاء، 19 أبريل 2011

معرض الكتاب الدولي بالرياض: تصادم بين الثقافة و الدين؟

للإلمام ببعض المعلومات, ارجو فحص الروابط التالية



لا شك اننا جميعا (او ربما اغلبنا) سمعنا عن معرض الكتاب الدولي بالرياض, و عن الجدال الذي حصل هناك (ناهيك عن الجدال الذي دار حوله).

من المهم لمن اراد فهم الإشكاليات المتعلقة بهذا الموضوع أن يفهم الفصين المؤلفة لما يحدث:

الفص الأول: الجانب الثقافي-الديني, و هو بالتحديد متعلق بالرقابة. هل يحق لنا ان نحجب افكار محددة؟ أن نمنع الإبحار الفكري؟ ماذا يحق لنا ان نمنع؟ هل يجوز التعمق في كيان الله جل و على؟ هل يجوز التفكر البسيط؟ هل يجوز اقتباس شخصيات واقعية تفكرت في الله بأي شكل من الأشكال؟ حتى لو كان لأجل التثقيف (على عكس "التشكيك الديني")؟ هل يجوز التفكر في طبيعة الدنيا؟

الفص الثاني: و هو جانب اجتماعي, و بالتحديد يقصد فيه مبدأ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. هل يجدر للجميع الأمر بالمعروف و النهي و عن المنكر؟ مهما كان الأسلوب؟ مهما كانت تفاصيل الحدث؟ مهما كان الشخص المتحدث؟ المخاطب؟ البيئة؟ الفعل؟

كلا الموضوعين عميق, و كلاهما يستحق وقتا و جهدا للبحث, لذلك أرى عقما في محاولة تفسير أو تحليل الاحداث التي حصلت في معرض كتاب, لأن التوصل الى حل في اي من الموضوعين جدا صعب, فكيف بكلاهما؟

سوف أحاول لاحقا التحدث عن كل حانب على حذاه, و لن يكتمل النقاش دون المشاركة. من أي احد.

تكفون :(

الخميس، 17 مارس 2011

رجوع في الرأي و شك


السلام عليكم و ر حمة الله،

انا حاليا في موضع شك حيال الشيعة و موضوع البحرين خاصة. فلقد اعتدنا بعد عمر على ان ليس هناك شعب او دين يكون جميع من فيه "شرير". و أن هناك اناس طيبون في كل ثقافة، و شعب، و دين. احداث الحادية عشر من سبتمبر اجبرتنا على التفكر و التخلي عن مبدأ "يجب قتل جميع الكفار و الأمريكيون كلهم أشرار".

السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل الشيعة هم الإستثناء بخصوص خلل العنصرية؟

لم أعد اعلم.

الأربعاء، 16 مارس 2011

البحرين: حالة استثنائية, الأقلية العكسية


كنت كثيرا ما انظر إلى البحرين بنوع من الإستغراب. شيء غريب لدولة ذات أغلبية شيعية أن تحكمها عائلة سنية. خاصة و أن هناك نوع من القلق السياسي بسبب هذا التقسيم الإجتماعي.

هل من المقبول للحكومة البحرينية ان تستعين بقوات دول مجاورة لقمع متظاهريها؟ هل ما يحدث هنا مختلف عما قام به معمر القذافي حين استعان بمرتزقة لقمع المتظاهرين الليبيين؟ في الأيام الفائتة بدأنا نسمع بمبدأ الخليج الموحد، حيث يقوم البعض بالدفاع عما قامت به الحكومة البحرينية بالقول أن الخليج كل لا يتجزأ، و لذلك لا بأس بإستعانة العائلة الحاكمة بدول الأخرى.

لكن في الواقع لا يمكن تطبيق هذه الفكرة هنا، و ذلك لأن ما يحدث للبحرين مسألة داخلية بحتة، و ليس عبارة عن غزو دولة لدولة أخرى (كما حدث في غزو العراق للكويت).

و حاليا بدأنا نشاهد حملة إعلامية تضليلية بأن أهل البحرين السنة هم المساكين الضحايا، على خلاف الشيعة المجرمين. و أنا لا ادين أي من الطائفتين اكثر من الأخرى، لكن من أهم النقاط التي يجب التركيز عليها هي أن المجتمع البحريني يتكون من أغلبية شيعية! هل من المنطقي أن نحاول قتل و استبداد الشريحة الكبرى؟ و ماذا يحدث حينما تتعرض الشريحة الكبرى للإستبداد؟ لماذا لا ندعهم يحكمون انفسهم؟ يجدر القول هنا أن الكثير يطالبون بحطم علماني كي لا يكون هناك ظلم طائفي.

درع الجزيرة لم يتدخل للتحكم بمسألة داخلية. التدخل العسكري هنا نوع من المقاومة العربية لتقدمات إيران. المشكلة هنا هو أنه ليس هناك أي إثبات لتدخل إيراني و أن المسألة إجتماعية داخلية! (و يجب القول هنا، الله اعلم، لكن علينا ان نستعين بالمنطق و الأدلة الواضحة)

الجمعة، 11 مارس 2011

عقوبات!


طبعا كثيرا منكم قد سمع عن الإشاعات التي انتشرت قريبا عن العقوبات المترتبة على المتظاهرين.

قد يُعاقب من يقوم بالتظاهر بسحب الجنسية السعودية و منه و تسفيره. طبعا بإمكاني الافتراض بأن من يقوم بالتظاهر و يكون ذا أصل بخاري فيكون تسفيره إلى أوزباكستان، و من أصله أفريقي الى نيجيريا أو بركينا فاسو، و من اصله من نفس الجزيرة العربية فيكون تسفيره إلى... لا أعلم، نقطة نوعا ما مبهمة. هل سيسفروه الى دياره الأصلية؟ وادي الصفرا؟ ميقات الجنوب؟ عنيزة؟ بلجرشي؟ الرجاء تزويدنا بالتفاصيل (شخصيا اتمنى ان يكون تسفير هؤلاء الى الريفييرا في جنوب فرنسا حيث تكون الإقامة مكفولة في احدى منتجعاته الرائعة، فمن المؤكد ان الشعب جميعه يتحمس للتظاهر حتى لو كانوا راضيين تماما عن ما يدور في البلاد من سيول و سوء التطوير المدني)

الأحد، 6 مارس 2011

لا يوجد ما يسمى بالمدراء...

مدراء أم مديرون؟

مدير, وزير, سفير. كلمات معرفة ذات نفس الوزن, و جمعها كذلك؛ مدراء, وزراء, سفراء. إلا اننا اعتدنا على خطأ لغوي طال علينا كثيرا.

فكلمة وزير فعلها الماضي "وَزَرَ", و كلمة سفير فعلها الماضي "سَفَرَ". كما تلاحظون أصل الكلمة فعل ماضي في كلا الحالتين, أما كلمة مدير فعلها الماضي "أدار", و هو فعل رباعي.

أضف الى ذلك أن "مدير" على وزن "مفعل", و الفاعل الذي يأتي على هذا الوزن لا يجمع جمع تكسير بل جمع سالم.

بناءا على ذلك فالجمع الصحيح لكلمة مدير هي مديرون و مديرين. و كلمة مدراء تعتبر صيغة جمع خاطيء لكلمة مدير.

(لشرح أفضل من المذكور أعلاه, يرجى زيارة موقع الفصيح )

المسألة التي وددت أن اذكرها هي؛ هل يجب علينا ترك كلمة مدراء في جميع الأحوال؟ هل تعتبر كلمة خاطئة؟

في رأيي الشخصي هدف اللغة هو التواصل, و هدف الكلمة هي إيصال معنى مقصود, و لذلك تعتبر اللغة أداة يجدر ان تُعامل على أنها عملية, لا نظرية.

كلمة مدراء أّستخدمت لوقت الطويل, و رغم الخطأ النظري في استخدامها فهي الكلمة المعروفة و المعتادة و الشبه متفق عليها من قبل أغلب المتحدثين باللغة العربية, و ذلك اكثر من كلمة "مديرون" و "مديرين". و المعنى المقصود واضح للجميع.

نظرا لذلك فلا ارى عيبا في استخدام كلمة "مدراء" بدلا من "مديرون", و كون الكلمة جمع غير صحيح أصبح شيئا غير مهم في ظل انتشارها. و ارى ان قبول كلمة كهذه في معجمنا يرمز الى تطور مهم في لغتنا, فاللغة في تغير دائم رغم الإعتقاء السائد الذي ينصّ على ان اللغة يجب ان تحفظ في وضع دائم و في نفس الحالة, دون نقص أو إضافة او أي تغيير كان, و كأنه من تلك المباديء المقدسة التي توجد بإنعزال الزمن دون حصول اي تأثير خارجي, و كأن شيء مثل ذلك قد يشوبها.

الخميس، 10 فبراير 2011