الأحد، 6 مارس 2011

لا يوجد ما يسمى بالمدراء...

مدراء أم مديرون؟

مدير, وزير, سفير. كلمات معرفة ذات نفس الوزن, و جمعها كذلك؛ مدراء, وزراء, سفراء. إلا اننا اعتدنا على خطأ لغوي طال علينا كثيرا.

فكلمة وزير فعلها الماضي "وَزَرَ", و كلمة سفير فعلها الماضي "سَفَرَ". كما تلاحظون أصل الكلمة فعل ماضي في كلا الحالتين, أما كلمة مدير فعلها الماضي "أدار", و هو فعل رباعي.

أضف الى ذلك أن "مدير" على وزن "مفعل", و الفاعل الذي يأتي على هذا الوزن لا يجمع جمع تكسير بل جمع سالم.

بناءا على ذلك فالجمع الصحيح لكلمة مدير هي مديرون و مديرين. و كلمة مدراء تعتبر صيغة جمع خاطيء لكلمة مدير.

(لشرح أفضل من المذكور أعلاه, يرجى زيارة موقع الفصيح )

المسألة التي وددت أن اذكرها هي؛ هل يجب علينا ترك كلمة مدراء في جميع الأحوال؟ هل تعتبر كلمة خاطئة؟

في رأيي الشخصي هدف اللغة هو التواصل, و هدف الكلمة هي إيصال معنى مقصود, و لذلك تعتبر اللغة أداة يجدر ان تُعامل على أنها عملية, لا نظرية.

كلمة مدراء أّستخدمت لوقت الطويل, و رغم الخطأ النظري في استخدامها فهي الكلمة المعروفة و المعتادة و الشبه متفق عليها من قبل أغلب المتحدثين باللغة العربية, و ذلك اكثر من كلمة "مديرون" و "مديرين". و المعنى المقصود واضح للجميع.

نظرا لذلك فلا ارى عيبا في استخدام كلمة "مدراء" بدلا من "مديرون", و كون الكلمة جمع غير صحيح أصبح شيئا غير مهم في ظل انتشارها. و ارى ان قبول كلمة كهذه في معجمنا يرمز الى تطور مهم في لغتنا, فاللغة في تغير دائم رغم الإعتقاء السائد الذي ينصّ على ان اللغة يجب ان تحفظ في وضع دائم و في نفس الحالة, دون نقص أو إضافة او أي تغيير كان, و كأنه من تلك المباديء المقدسة التي توجد بإنعزال الزمن دون حصول اي تأثير خارجي, و كأن شيء مثل ذلك قد يشوبها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق