الخميس، 17 مارس 2011

رجوع في الرأي و شك


السلام عليكم و ر حمة الله،

انا حاليا في موضع شك حيال الشيعة و موضوع البحرين خاصة. فلقد اعتدنا بعد عمر على ان ليس هناك شعب او دين يكون جميع من فيه "شرير". و أن هناك اناس طيبون في كل ثقافة، و شعب، و دين. احداث الحادية عشر من سبتمبر اجبرتنا على التفكر و التخلي عن مبدأ "يجب قتل جميع الكفار و الأمريكيون كلهم أشرار".

السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل الشيعة هم الإستثناء بخصوص خلل العنصرية؟

لم أعد اعلم.

الأربعاء، 16 مارس 2011

البحرين: حالة استثنائية, الأقلية العكسية


كنت كثيرا ما انظر إلى البحرين بنوع من الإستغراب. شيء غريب لدولة ذات أغلبية شيعية أن تحكمها عائلة سنية. خاصة و أن هناك نوع من القلق السياسي بسبب هذا التقسيم الإجتماعي.

هل من المقبول للحكومة البحرينية ان تستعين بقوات دول مجاورة لقمع متظاهريها؟ هل ما يحدث هنا مختلف عما قام به معمر القذافي حين استعان بمرتزقة لقمع المتظاهرين الليبيين؟ في الأيام الفائتة بدأنا نسمع بمبدأ الخليج الموحد، حيث يقوم البعض بالدفاع عما قامت به الحكومة البحرينية بالقول أن الخليج كل لا يتجزأ، و لذلك لا بأس بإستعانة العائلة الحاكمة بدول الأخرى.

لكن في الواقع لا يمكن تطبيق هذه الفكرة هنا، و ذلك لأن ما يحدث للبحرين مسألة داخلية بحتة، و ليس عبارة عن غزو دولة لدولة أخرى (كما حدث في غزو العراق للكويت).

و حاليا بدأنا نشاهد حملة إعلامية تضليلية بأن أهل البحرين السنة هم المساكين الضحايا، على خلاف الشيعة المجرمين. و أنا لا ادين أي من الطائفتين اكثر من الأخرى، لكن من أهم النقاط التي يجب التركيز عليها هي أن المجتمع البحريني يتكون من أغلبية شيعية! هل من المنطقي أن نحاول قتل و استبداد الشريحة الكبرى؟ و ماذا يحدث حينما تتعرض الشريحة الكبرى للإستبداد؟ لماذا لا ندعهم يحكمون انفسهم؟ يجدر القول هنا أن الكثير يطالبون بحطم علماني كي لا يكون هناك ظلم طائفي.

درع الجزيرة لم يتدخل للتحكم بمسألة داخلية. التدخل العسكري هنا نوع من المقاومة العربية لتقدمات إيران. المشكلة هنا هو أنه ليس هناك أي إثبات لتدخل إيراني و أن المسألة إجتماعية داخلية! (و يجب القول هنا، الله اعلم، لكن علينا ان نستعين بالمنطق و الأدلة الواضحة)

الجمعة، 11 مارس 2011

عقوبات!


طبعا كثيرا منكم قد سمع عن الإشاعات التي انتشرت قريبا عن العقوبات المترتبة على المتظاهرين.

قد يُعاقب من يقوم بالتظاهر بسحب الجنسية السعودية و منه و تسفيره. طبعا بإمكاني الافتراض بأن من يقوم بالتظاهر و يكون ذا أصل بخاري فيكون تسفيره إلى أوزباكستان، و من أصله أفريقي الى نيجيريا أو بركينا فاسو، و من اصله من نفس الجزيرة العربية فيكون تسفيره إلى... لا أعلم، نقطة نوعا ما مبهمة. هل سيسفروه الى دياره الأصلية؟ وادي الصفرا؟ ميقات الجنوب؟ عنيزة؟ بلجرشي؟ الرجاء تزويدنا بالتفاصيل (شخصيا اتمنى ان يكون تسفير هؤلاء الى الريفييرا في جنوب فرنسا حيث تكون الإقامة مكفولة في احدى منتجعاته الرائعة، فمن المؤكد ان الشعب جميعه يتحمس للتظاهر حتى لو كانوا راضيين تماما عن ما يدور في البلاد من سيول و سوء التطوير المدني)

الأحد، 6 مارس 2011

لا يوجد ما يسمى بالمدراء...

مدراء أم مديرون؟

مدير, وزير, سفير. كلمات معرفة ذات نفس الوزن, و جمعها كذلك؛ مدراء, وزراء, سفراء. إلا اننا اعتدنا على خطأ لغوي طال علينا كثيرا.

فكلمة وزير فعلها الماضي "وَزَرَ", و كلمة سفير فعلها الماضي "سَفَرَ". كما تلاحظون أصل الكلمة فعل ماضي في كلا الحالتين, أما كلمة مدير فعلها الماضي "أدار", و هو فعل رباعي.

أضف الى ذلك أن "مدير" على وزن "مفعل", و الفاعل الذي يأتي على هذا الوزن لا يجمع جمع تكسير بل جمع سالم.

بناءا على ذلك فالجمع الصحيح لكلمة مدير هي مديرون و مديرين. و كلمة مدراء تعتبر صيغة جمع خاطيء لكلمة مدير.

(لشرح أفضل من المذكور أعلاه, يرجى زيارة موقع الفصيح )

المسألة التي وددت أن اذكرها هي؛ هل يجب علينا ترك كلمة مدراء في جميع الأحوال؟ هل تعتبر كلمة خاطئة؟

في رأيي الشخصي هدف اللغة هو التواصل, و هدف الكلمة هي إيصال معنى مقصود, و لذلك تعتبر اللغة أداة يجدر ان تُعامل على أنها عملية, لا نظرية.

كلمة مدراء أّستخدمت لوقت الطويل, و رغم الخطأ النظري في استخدامها فهي الكلمة المعروفة و المعتادة و الشبه متفق عليها من قبل أغلب المتحدثين باللغة العربية, و ذلك اكثر من كلمة "مديرون" و "مديرين". و المعنى المقصود واضح للجميع.

نظرا لذلك فلا ارى عيبا في استخدام كلمة "مدراء" بدلا من "مديرون", و كون الكلمة جمع غير صحيح أصبح شيئا غير مهم في ظل انتشارها. و ارى ان قبول كلمة كهذه في معجمنا يرمز الى تطور مهم في لغتنا, فاللغة في تغير دائم رغم الإعتقاء السائد الذي ينصّ على ان اللغة يجب ان تحفظ في وضع دائم و في نفس الحالة, دون نقص أو إضافة او أي تغيير كان, و كأنه من تلك المباديء المقدسة التي توجد بإنعزال الزمن دون حصول اي تأثير خارجي, و كأن شيء مثل ذلك قد يشوبها.