الأربعاء، 16 مارس 2011

البحرين: حالة استثنائية, الأقلية العكسية


كنت كثيرا ما انظر إلى البحرين بنوع من الإستغراب. شيء غريب لدولة ذات أغلبية شيعية أن تحكمها عائلة سنية. خاصة و أن هناك نوع من القلق السياسي بسبب هذا التقسيم الإجتماعي.

هل من المقبول للحكومة البحرينية ان تستعين بقوات دول مجاورة لقمع متظاهريها؟ هل ما يحدث هنا مختلف عما قام به معمر القذافي حين استعان بمرتزقة لقمع المتظاهرين الليبيين؟ في الأيام الفائتة بدأنا نسمع بمبدأ الخليج الموحد، حيث يقوم البعض بالدفاع عما قامت به الحكومة البحرينية بالقول أن الخليج كل لا يتجزأ، و لذلك لا بأس بإستعانة العائلة الحاكمة بدول الأخرى.

لكن في الواقع لا يمكن تطبيق هذه الفكرة هنا، و ذلك لأن ما يحدث للبحرين مسألة داخلية بحتة، و ليس عبارة عن غزو دولة لدولة أخرى (كما حدث في غزو العراق للكويت).

و حاليا بدأنا نشاهد حملة إعلامية تضليلية بأن أهل البحرين السنة هم المساكين الضحايا، على خلاف الشيعة المجرمين. و أنا لا ادين أي من الطائفتين اكثر من الأخرى، لكن من أهم النقاط التي يجب التركيز عليها هي أن المجتمع البحريني يتكون من أغلبية شيعية! هل من المنطقي أن نحاول قتل و استبداد الشريحة الكبرى؟ و ماذا يحدث حينما تتعرض الشريحة الكبرى للإستبداد؟ لماذا لا ندعهم يحكمون انفسهم؟ يجدر القول هنا أن الكثير يطالبون بحطم علماني كي لا يكون هناك ظلم طائفي.

درع الجزيرة لم يتدخل للتحكم بمسألة داخلية. التدخل العسكري هنا نوع من المقاومة العربية لتقدمات إيران. المشكلة هنا هو أنه ليس هناك أي إثبات لتدخل إيراني و أن المسألة إجتماعية داخلية! (و يجب القول هنا، الله اعلم، لكن علينا ان نستعين بالمنطق و الأدلة الواضحة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق